الجمعة، 3 أبريل 2015

عندما طلت ليلة القدر على الرئيس! .. بقلم: د. على حمد إبراهيم

أخبر  الرئيس  البشير تجمعا شعبيا  كان  يستمع اليه  وهو يقدم  برامجه الانتخابية  للناخبين  فى  الانتخابات  الرئاسية  التى  ستجرى  فى ظرف  ايام  قليلة ، اخبرهم  أنه  كان  يتمنى  حدوث  عاصفة  الحزم . احسب  ان  الرجل  يعنى  انه  كان  ينتظر حدثا  كبيرا  فى  محيطه  الاقليمى  والجغرافى  يحدث  زلزلة  كبيرة  ينسى  الناس  فى بلده  اشياء ، ويصرف  انتباههم  عن اشياء  ،  ويدير انظارهم  نحو اشياء  اخرى  بعيدة عن الواقع غير المريح  الذى  ظل  يجد  فيه  نفسه  منذ  مدة  زادت  عن  ربع  قرن  من  الزمن  هى المدة  التى  قضاها  حتى  الآن  حاكما  فردا  وما  زال  العداد  يرمى  رغم  الخطوب  والمحن   التى انتاشت  شعبه  وبلده ،  لعل   اكبرها  تشطير  وتقسيم   البلد  الذى استلمه  بلدا  موحدا  بحجم  قارة ،  و اسلمه جزءا  من  وطن  لا يماثل  ذلك  الوطن  الذى  كان  يصفه   شاعر الأمة  السودانية   محجوب  شريف  فى زهو  مكين  بأنه  الوطن  الحدادى  المدادى . نعم ، لم  يكن  الرئيس  ينتظر تحديدا  واقعة  او نازلة  بسام  عاصفة  الحزم . لانه لا يعلم الغيب الا الله. ولكن العاصفة جاءته  بغير ميعاد . فادهشته .  واطربته وجعلته  سعيدا وسط   البلد  والشعب  غير السعيد. لقد  طابقت  النازلة   ما يحدث  فى الاحلام  النهارية  . و  قلبت  الصورة  القائمة  رأسا  على عقب  بصورة فاجأت  الرئيس  نفسه  قبل  الآخرين  بالحدث . فقد آوى  الرجل  الى  فراشه  وهو  مغموم و مهموم  من  احتقانات  شتى : فاتورة  القمح ،  يدفعها  كيف . فاتورة الدواء ، يدفعها  كيف . الدولار المتمرد ، يمسكه  من  قرونه  كيف . وهذه الحرب  التى  فجرها  فى النيل الازرق  وكردفان  يوم  داس  بحذائه  الغليظ   على  اتفاق  عقار – نافع  فى  نزوة  سلطوية  تشبهه  تماما ،  يطفىئ  لهيبها  كيف. وطوق  العزلة  المحلية  والاقليمية  والدولية  الذى  ضربه  حول عنقه  بسياساته  المحلية  و الاقليمية  والدولية  الرعناء  ، ينزعه من حول عنقه ، كيف . وهذا الفلس  والاعياء المادى  والاقتصادى  ينفلت منه ، كيف . وقد  ذهبت  كل   محاولاته  لاحداث  ثغرة  فى  جدار  الصد  المتين ، ذهبت  ادراج الرياح . و اغلقت  فى  وجهه  الابواب  بالضبة  والمفتاح حتى  استشاط  اليأس بالرئيس  و حوارييه  الاقربين . و حتى  هرب شعبه  من  مطحنة  الفقر يتصايحون   كل  فى  وجه  أخيه  الآخر : أن إنج  سعد ، فقد  هلك سعيد. لقد  تركوا  للرئيس البلد  مزقه  اربا  اربا  وغادروا مهاجرين  من الهم  والغم  ذرافات  ووحدانا .  تركوا له   الجمل  بما  حمل  من الأذى  والاسى . وطشوا فى  الدياسبورا حتى لا مسوا  سشطأن  تسمانيا  و مرافئ  الاسكيمو. لقد  كفاهم  من  امرهم  مشقة  أنهم  لم  يأكلوا  مما يزرعون . ولم  يلبسوا  مما  يصنعون .  ولم  يفوقوا  العالم  أجمع  كما  غنى  سامر  الحى  ذات  يوم  بلسان  الرئيس .  ثم  رنّ  جرس  التلفون  قبل  ساعات   قليلة  من  بدء اعصار الهبباى ،  على  لغة  صديقى  الحاردلو ، يطلب  المجئ  السريع . كا  من  الضرورى  فصل  رأس  الحية  من  ذنبها . واستجاب  المطلوب  منه  الى  طلب  الطالب  فى تلهف  عارم !  وسرعة . فقد ازفت   خماسين  الهبباى . فكان ان سمع الزمان  بالعحب  العجاب .  أطلت  ليلة  القدر،  سمها  عاصفة  الحزم، فتبدل  غم  القوم   الى  فرح  مكين .  ملأوا  اشرعتهم  بالآمال  الصادحة.  واخذ  الرئيس  الجائزة  وطفق يحوم  بها  فى  الارجاء .  يسخّن  بها  حملته  الانتخابية  الباردة  . ويعطى  مستمعيه  من  طرف  اللسان  حلاوة  عن  قيادة  سربه  الثلاثى ( فقط  لا غير )  للمعركة  الجوية  ضد  الحوثيين . حتى  صفق  الطلاب  المنتشون  للمعجزة التى  تحققها  السوخوى  التى  أكل  الدهر عليها  وشرب  بأن  تقود  المعركة  الجوية   فى حضرة  ف- 16   التى تعربد  فى  الاجواء  منعة  وسفاهة  ولداحة  و لا احد   يستطيع  ان  يزجرها  و يقول  لها ( كر) .. فى   طوافه الانتخابى  يخبر الرجل  مستمعيه  من  الطلاب الاخوان  المسلمين   المنتمين  الى حزبه  ،  يخبرهم  بأن  أخوانهم  الطيارين  السودانيين ( يقودون الآن  المعركة  الجوية  ضد الحوثيين  دفاعا عن  أمن  الحرمين  الشريفين) !!!  وأن  الحرب  ضد  الحوثيين  لن  تتوقف  حتى  ينسحبوا. العجب  كله  ان  يعين الرئيس  تفسه  ناطقا باسم  عاصفة  الحزم.  وأن  يفوت  عليه  ان العميد  العسيرى  قد  نال  هذه  الوظيفة  قبله .   كاتب هذه  الدردشة  كان   وما زال  من  المؤيدين  لايقاف  الحوثثين عند  حدودهم  دفاعا عن شعب اليمن . اما الحرمان  فلهما رب  يحميهما  ولهما جيش  يلتقط  الخطر بعيون الصقر.  عبد  المطلب جد  رسولنا الكريم  قالها  لابرهة المعتوه . التهتك  والتهافت ما  ليه  لزوم . فهو  يثير (عاصفة)  رديفة  من السخرية القاطعة . اقرأوا  تغريدات  الاعلام الاسفيرى .  وقولوا معى  :  ياقلبى  المريض  لا تحزن !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق